القيادة المستحيلة في الشرق الأوسط

2,002.00 د.ج

2 متوفر في المخزون

كتب الدكتور نسيم الخوري تحت عنوان “القيادة المستحيلة في الشرق الأردن” صحيح أن الولايات المتحدة الأميركية قد خرجت في العراق عسكرياً، لكن حذار البساطة: هي لم تخرج من التاريخ قطعاً، هي في مرحلة مقبلة ستتأزم فيه أوضاعها المالية إلى مستوى الإهتزاز الإمبراطوري، هي خرجت من تاريخ رسمه غيرها وهي تستمر بتاريخ رسمته وترسمه هي ومن حولها الكثير من الدول العظمى والصغرى التي لا دور لها سوى مناولتها قلماً أو صورة أو معلومة أو ممحاة في فعل الرسم.كان يمكنها مثلاً أن تنهي صدّام حسين بعد طرده من الكويت مباشرة فترميه في حفرةٍ مشابهة للحفر التي تركتها صواريخه التي تصف بها “إسرائيل”، لكنها تريثت وانتظرت سنوات عشرت لتعود إليه فتوقعه في حفرة مشابهة صبيحة عيد من أعياد الأضحى؛ لماذا؟ لا يجيب سوى العارفون بالأمر والفاهمون بإستراتيجيات الدولة الكبرى وفي زمنٍ قد لا ندركه نحن.

هكذا تبدو المساحة العربية والإسلامية ملفوفة بضباب فكري وسياسي كثيف لا تنضح فيه ملامح المستقبل، هل تلك الحفتة من السياسيين وأصحاب السلطة والأنظمة مسكونة بالقلق و”الفوبيا” أي الخوف المستعمر وعدم الركون إلى نومٍ عميق، أم أنها تألف الإنتظار السياسي كما ألفت الإنتظار الديني؟…

يغرق المفكرون والباحثون الجدّيون في هذه المساحة في ما يعرف اليوم بــ”الإبستيمولوجيا” أي القدرة على الغرز بين العلم والإيديولوجيا والحقائق التي أشاعها الغرب وبين الخرافات والأساطير والأوهام، وهم في معظمهم يتلفون أو يهملون آلاف المخطوطات والأبحاث في مستقبل العروبة والتغيير المصدّر وأشكال الأنظمة المرتقبة والحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان وفلسطين…

هو مشهد يحاول الكاتب من خلاله وضع القارئ في المناخات التي تسود العالم العربي اليوم… ثم مراكز القوى التي تتلاعب بأقداره، وأشياء أخرى تعتمل في ذاته الموجعة من حال العرب اليوم… وفي هذا الزمن… في زمن عري دموي سريع، يلهث وراءه الكتّاب جميعاً بالأذن والعين والحبر وواحدهم يدور سائحاً في مدن العرب وأحزانهم الطويلة، هو دم عربي فوق أرصفة مصر وتونس وسوريا وليبيا واليمن ولبنان يقفزون فيه من دمعة إلى أخرى ليخرج واحدهم من هؤلاء الكتاب في نص خجول لا يساوي إختناق سمكة فوق رمل الشواطئ قبل لفظها للقداسة في حرية الأقلام والألسنة حيال أزمات الحضارة والأديان…

ماذا تعني النصوص والكتابة العربية الآن أو توقيح، عفواً توقيع الكتب سوى أنانية الكتابة والكتاب في عصر جفاف الحرية وضمور الإنسان، أو بعض السادية المنتظرة المخلوطة بتوابل الشرق والغرب، والدموغ بفضح شهيات إقليمية ودولية واسعة، مبهمة وتائهة في الأحاجي والمتناقضات؛ فلنقل منذ البداية، لقد رموا أوطاننا وشعوبنا بين أصابع الدول الكبرى وتطلعاتها، وانقسمنا مجدداً بين شرق وغرب ودين وين، وطائفة وطائفة…

أجوس الكلمات، قبل أن أستعملها… الكتابة… إذن.. لا مأوى سوى الكتابة التي ماتت أو تموت وقبل أن تنتفي مثل غيمة تلبدّت فوق إرتجال الألسنة وإرتحالها عن أراضيها… نعم الكتابة قبل أن ينخر السوس أجساد الكلمات فلا بداويها طبيب أجنبي ولا قدرة على حفظها في الصدور المشرقية أو في الخزائن المنسية المخلّعة تحت أقدام الجهاديين في وعر دولة الخلافة الجديدة.

أُهرّب نصوصاً مجبولة بالدم وأرميها في الضوء الآتي من الزمن البعيد يعيد الأطفال عجنها طينة صالحة لإعادة البنيان أو على الأقل لإستعمالها ملاطاً صادقاً يعيد ترميم البناء، ليس هذا مستحيلاً…

إنه الأمل في الشرق الذي منه تطلع الشمس كل صباح… هو ذاك الهاجس الذي استجمع الكاتب من أجله عصارة إنكاره ورؤاه في ما يجري في الشرق الأوسط من أحداث… مجموعة مقالات جمعها هم واحد… ولا غرابة مغناوينها تخبر عن مضامينها كتب: عرب بن جبرين، خروج فلسطين من مرفأ جونيه، روسيا تستعيد عظمتها من سوريا… وكتب: فليقلّع الشرق الأوسط شوكه بيديه، الجيوش في “بحيرة” المتوسط، فوضى الشرق الأوسط حتى العام 2020، مسيحيو الشرق للعبرة… وطن عالق في المصعد…

أيها العرب لا تستبيحوا رموزكم، عروش من شوك، الجولان بين الوديعة والوعد، تمام الفراغ في لبنان، صناعة الحكام… أربع صور متحركة كرؤساء عرب… كتب الكثير، عساه يصل إلى الأمل الموعود وقد استناق العرب في شرقهم الأوسط من سباتهم العميق…

book-author

الناشر

المنهل اللبناني

بلد المنشأ

لبنان

ISBN

لغة الكتاب

عربي

تاريخ النشر

2015

Customer Reviews

There are no reviews yet.

Be the first to review “القيادة المستحيلة في الشرق الأوسط”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *