البابا الأخضر

في مناخ إستوائي يتوزعه الواقع والسحر، أسرار البحر وأسرار اليابسة، قوة الواقع وشاعرية الحلم، يتغلغل الروائي الغواتيمالي أستورياس، الحائز على جائزة نوبل في حياة شخصية متنقلاً من الأحداث الحميمة الساذجة إلى الأحداث الكونية بأسلوب يمزج بين النثر والشعر والأغنية في رائعته ” الباب الأخضر ” حيث بطل الرواية قرصان أميريكي أشقر يجوب البحار متاجراً بالأسلحة والنساء.ثم يتردد بين مهنة القرصنة وطموحه إلى أن يصير زراع موز ينشر ” الإخضرار ” أينما حل. وعندما يحسم أمره يتقدم بخطى مدمرة زارعاً الرعب في السكان الأصليين، حارقاً مزارعهم بحجة إستئصال الأوبئة. مجابهة مذهلة بين العقلية الأنكلوسكسونية الوضعية والروح الهندية الحالمة في لحظة إنكسار حلمها ولجوئها إلى مدخرها السحري حيناً وإنتقامها الصامت أحياناً. ويتابع جو ماكر تومبسون مسيرة التدمير والنهب والقتل، إلا أن كبرياءه يصاب في الصميم عندما يمتلك كل شيء لكنه يعجز عن الحب حب مايارى الخلاسية التي فضلت أن تتزوج النهر، في طقوس سحرية غريبة يرسم بها أستورياس لوحات حب رائعة، حب يهزمه الواقع فيتعلق بالمستحيل بينما تشتد وتيرة الاحداث ويواصل قرصان البحر رحلة القرصنة براً تحت إسم تبشيري الباب الاخضر ملك الموز.