“حين تقولُ الفتياتُ “نعّم” مسرحية للكاتب المسرحي الأسباني الشهير لياندرو فرناندث دي موراتين (1960- 1828) يكشف خلالها عن موضوع الزواج المبكر في إسبانيا منذ أكثر من مائتي عام، حيث تدور المشاهد والأحداث في نزل بمدينة الكالادي إنارس (مديد) تتركز المشاهد حول عدد من الشخصيات في المسرحية وأهمها الثري العجوز دون دييغو المتطلع إلى حياة جديدة “أتوق إلى حياة جديدة”.. سأجد من تخدمني وترعاني بحب وإخلاص وسنعيش كقديسين”، والأم “إنها بنتٌ مطيعة ولنْ تتمرد على ما تقرره أمها” مخاطبة العريس بما يفهم، والعروس بما تشتهي وترغب “ستكونين يا ابنتي كالسمكة في الماء؛ ولو تشهيت طيور السماء فستحصلين عليها”.أما موقف الفتاة الشابة ذات الستة عشر ربيعاً فهو “إنها مصممة على أن أحب ذاك الرجل… لو أنها تعلم… لما طلبت مني أشياء مستحيلة” وسرعان ما ينكشف المستور، لتظهر الحقيقة وهي أن الفتاة تحب ابن أخي العجوز الثري، وذلك عندما تقع رسالة في يده تخبره بهذا الموضوع، فيقوم بتصحيح موقفه من هذا الزواج ومباركاً لعلاقة الحب التي تجمع بين ابن أخيه والفتاة أو معتبراً إياهما كأولاده “كان هو وابنتك يهيمان حبّاً، بينما كنتِ أنتِ وخالاتها تُشيدن قصوراً في الهواء وتملأن رأسي بالأوهام… هذه هي عاقبة تعسّف الآباء… وهذا هو الظلم الذي يحيق بالشباب… وهذه هي الضمانات التي يقدمها أولياء الأمور… وهذه هي نتيجة الركون إلى كلمة “نعم” التي تقولها الفتيات… لقد تنبهتُ بالصدفة، وفي الوقت المناسب، إلى الخطأ الذي وقعتُ فيه… فويل للذين لا يتنبّهون إليه إلا بعد فوات الأوان!”.بهذه الفكرة الإنسانية العميقة، يسدل الستار على قمة أعمال دي موراتين المسرحية وخاتمتها: “حين تقول الفتيات [نعم]”.ستكونين يا ابنتي كالسمكة في الماء؛ ولو تشهّيت طيورَ السماءِ فستحصلينَ عليها…” من دون أن تنسى أن تحثها على الكلام وتعنّفها على سكوتها وتمنّعها: “ألا تقولين شيئا!…هلاّ رددتِ عليّ بكلمة…!” وتقف البنت مشتتة الفكر حائرة القلب والهة الفؤاد لا تجد من تبث إليه حزنها وتستودعه سرّها غير وصيفتها: وتقف البنت مشتتة الفكر حائرة القلب والهة الفؤاد لا تجد من تبث إليه حزنها وتستودعه سرّها غير وصيفتها: “لو أنّك رأيتِ أمّي… إنّها مصمّمة على أن أحبّ ذاك الرجل… لو أنّها تعلم ما تعلمين لما طلبت منّي أشياء مستحيلة…” لكن المستور سرعان ما ينكشف، والأوراق سرعان ما تختلط لتظهر الحقيقة ويعود الحق إلى مثابته. فيثور الشيخ في البدء: “ألومُ مَن؟ وأصبّ غضبي على مَن؟” ثمّ يتراجع ويتأمّل: “أهذا هو ما ندعوه تربية الفتاة تربية جيدة؟ أن نعلمها الكذبَ والخداعَ والمداراة على مشاعرها البريئة…؟
حين تقول الفتيات (( نعم))
719.60 د.ج
14 متوفر في المخزون
book-author | |
---|---|
الناشر | المدى |
بلد المنشأ | العراق |
المترجم | بسام البزاز |
ISBN | |
لغة الكتاب | عربي |
Customer Reviews
There are no reviews yet.
Be the first to review “حين تقول الفتيات (( نعم))”