معرض الجثث

بيد قوية وجريئة نقدم هنا للقارئ العربي كتاباً نزعم بأنه سيحفر عميقاً في وجدانه.إنه من تلك الكتب التي قد تغير حياتنا، فمؤلفها هو واحد من الشخصيات المتخيلة في القصص، لأنه لا يمكن إلا أن يكون كذلك، ومع أنه (المؤلف) يقسم لنا مراراً أن ما حدث كان حقيقاً ولكن يستحيل علينا التصديق. كيف يمكنّا أن نصدق هذا القدر المهول من الوحشية والقسوة؛ انتبهوا فهنا لا نتكلم عن الجلد والضرب وتكسير العظام والتعذيب بالتنقيط أو فلت الكلاب على الأسرى، ولا سجن أبو غريب ولا سجون صدام حسين أو الأسد أو كيم جونغ أون، وربما حتى لا مستعمرة عقوبات كافكا، هنا نتكلم عن وجود آخر للقسوة والوحشية، عن مستوى قياسي يتمكن الإنسان من الوصول إليه بعد كل هذا الوجود الذي كنا نصدق فيه أن الإنسان في طريقه إلى الخير. هذا الكتاب وهذه القصص وثيقة أكيدة على أننا في طريقنا للحضيض، لانعدام كامل للخير. أتذكر عنوان كتاب الأستاذ عامر بدر حسون (كتاب القسوة ـ محاولة لإفساد ما تبقى من حياتكم) لأجدني بعد 15 عاماً أمام كتاب حسن بلاسم هذا الذي لا يحاول وحسب، وإنما يفسد ما تبقى من حياتي. ومع أني الناشر لكني أنصحكم بأن لا تشتروا هذا الكتاب. وإذا لم تسمعوا نصيحتي فكونوا حذرين في قراءته خشية أن يفسد ما تبقى من حياتكم. الناشر خالد سليمان الناصري بلاسم يصنع من الرعب اليومي شيئاً من اللامألوف (gotic) وفق ذائقته ولأجل ما فوق الواقع. قد يكون شبيها بغوغول. جريدة ذي إندبينديت مجموعة متألقة ومقلقة.. ذات مرارة وغاضبة ولا تنسى، والقصص تبدو من قطعة لحم ممزق من تأريخ متقيح للبلاد. جريدة وول ستريت جورنال القصة الأولى وحدها قذفتني. لا تضيع الفرصة. باربرا هوفيرت، جريدة ليبراري جورنال «أول عمل أدبي كبير حول حرب العراق من منظور عراقي، ومن خلال صوت جديد متفجر، أشيدَ به كثيراً على أنه «ربما كان أفضل كاتب على قيد الحياة في الأدب العربي» جريدة ذي غارديان «حسن بلاسم، الغريزي والعبثي والمليء بالرعب، هو كافكا عراقي مع لمسة إضافية من إدغار ألان بو، حيث لا يوفر قلمه كل من يرتكب الجرائم دون استثناء لأحد، سواء كان من الأمريكيين أو من العراقيين» براين كستنر في برنامج: هذا الأسبوع يجب أن تقرأ. يعرض لنا هذا الكتاب الحرب كما لم نرها من قبل. هنا عالم لا يتكون من الجنود، والقتلة، والرهائن، والسيارات المفخخة، واللاجئين، والإرهابيين، وحسب. بل يزخر أيضاً بالمجانين، والأنبياء، والملائكة، والجن، والسحرة، والأرواح. يقدم لنا كتاب معرض الجثث الذي يمزج الواقعية الصادمة مع رحلات الخيال الجامح فرجة من الأهوال وأصناف الرعب التي ستسكن في ذاكرتنا وتطاردنا كما طاردتنا صور أبو غريب التي كان يصعب أن نشيح بنظرنا عنها، يتخللها رشقات من حس الفكاهة السوداوي الذي ينتج نوعاً من الكوميديا الراسخة، التي تتخذ الموت موضوعها الأساسي. تُعد هذه المجموعة المثيرة والمليئة بالهلاوس نوعاً جديداً من القص المسبوك الذي صهرته بوتقة الحرب من تقديم دار النشر بنغوين للكتاب